القائمة البريدية

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

لا تنتظر شكرا من احد !



خلق الله العباد ليذكروه ,, ورزق الله الخليقة ليشكروه ..

فعبد الكثير غيره !! وشكر الغالب سواه !!
لأن طبيعة الجحود ,, والنكران ,, والجفاء ,, وكفران النعم : غالب على النفوس ..

فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء :قد كفروا جميلك ,, وأحرقوا إحسانك ,, ونسوا معروفك ..

بل ربما ناصبوك العداء ,, ورموك بمنجنيق الحقد الدفين !!
لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم ..

وطالع سجل العالم المشهود :فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه ,, وغذاه ,, وكساه ,, وأطعمه ,, وسقاه ,, وأدبه ,, وعلمه ..
سهر لينام ,, وجاع ليشبع ,, وتعب ليرتاح ..
فلما أصبح الإبن شاباً وقوي ساعده .. أصبح لوالده كالكلب العقور ..
إستخفافاً .. إزدراءً .. مقتاً .. عقوقاً .. صراخاً .. عذاباً وبيلاً ..

ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطرة ,, ومحطمي الإرادات ..
وليهنؤوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه ..

إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل ,, وعدم الإحسان للغير ..
وإنما يوطنك على انتظار الجحود والتنكر لهذا الجميل والإحسان ..
فلا تبتئس بما كانوا يصنعون ..

اعمل الخير لوجه الله :

لأنك الفائز على كل حال ..
ثم لا يضرك غمط من غمطه ,, ولا جحود من جحده ..
واحمد الله لأنك المحسن وهو المسيء ..
واليد العليا خير من اليد السفلى ..

قال تعالى : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً }الإنسان9 لا تفاجأ !!

إذا أهديت بليداً قلماً .. فكتب به هجائك ..
أو منحت جافياً عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه .. فشج بها رأسك ..

هذا الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه ..
فكيف بها معي ومعك ..

أعلمه الرماية كل يوم .. فلما اشتد ساعده رماني ..
مما راق لي ..




هناك تعليق واحد:

  1. كلام يثلج الصدر ويرفع من شأن قارئه .. شكرا لك

    ردحذف